استمارة البحث

مباشر
إدبيهي
كريم إدبيهي
© حقوق النشر : Dr

نوستالجيا.. الحكاية الكاملة لـ"علاش الكار ما جاش من فاس"؟

26/12/2020 كريم ادبيهي على الساعة 12h48 | تحديث 26/12/2020 على الساعة 14h07

كلما اقترب موعد مباراة الوداد ضد المغرب الفاسي في البطولة الوطنية، إلا ويستحضر جمهور الرجاء الرياضي حادثة قديمة تعود إلى موسم1972/ 1973 ليتهكموا على غريمهم الودادي، ويسألونهم عن سبب عدم مجيء حافلة "الماص" إلى الدار البيضاء، أو بلغة "الكوايرية":"علاش الكار ما جاش من فاس"؟ ترى ما هو سر حكاية الحادثة؟

الزمن: الأحد 3 يونيو 1973
الملعب: الأب جيكو بالدار البيضاء (ملعب البريد سابقا )
الحدث: الدورة ما قبل الأخيرة من بطولة للقسم الوطني الأول
الفرق: الوداد ضد المغرب الفاسي
النتيجة: انتصار الوداد باعتذار

تعليق الصورة

تشكيلة الوداد الرسمية لموسم 1972-1973، بقميصهم المميز آنذاك ؟ هل كان فعلا المغرب الفاسي يتوفر على حافلة خاصة في هذا الموسم، وفي زمن الهواية والفقر المدقع؟.

حكاية غريبة وعجيبة عاشتها البطولة الوطنية في موسم 1972- 1973، أي مر عليها قرابة نصف قرن، وبالضبط (47 سنة)، لكن الجمهور الرجاوي يجد دائما في مباريات المغرب الفاسي ضد الوداد موعدا للتهكم والسخرية على الوداديين، الذين، وحسب ادعائهم، كادوا أن يغادروا القسم الوطني الأول لو حضر الفريق الفاسي إلى الدار البيضاء ولعب هذه المباراة.

سرد هذه الحكاية بأدق التفاصيل والفريقان معا سيجريان اليوم السبت مباراتهما بملعب الحسن الثاني برسم الدورة الخامسة من البطولة، يجب أن نقر بأن فريق الوداد الرياضي، وبالرغم من توفره آنذاك على العديد من اللاعبين الكبار بقيادة المعروفي العائد من تجربة احترافية من فرنسا، لم يكن في أحسن أحواله، نظرا للتغييرات الكبيرة التي عرفها، أهمها إسناد رئاسة الفريق إلى عبد الرزاق مكوار، الذي أراد أن يخلق ثورة داخل الفريق الأحمر، ونجح فعلا في ذلك في القادم من السنوات.

على عكس الوداد، كان فريق المغرب الفاسي يتصدر البطولة بفارق أربع نقاط عن مطارده النادي القنيطري، بفضل قوة ومهارة مجموعة من اللاعبين المتمرسين والدوليين، كالحارس الهزاز، ليمان، عبد الرحمان السليماني، الزهراوي، التازي، الكزار، وبوطيب.

بمقابل ذلك، كانت ست فرق مهددة بالنزول، من بينها الوداد بالإضافة إلى شباب المحمدية، اتحاد سيدي قاسم، ورجاء بني ملال، ثم نادي الجمارك واليوسفية الرباطية اللذين غادرا في نهاية المطاف القسم الوطني الأول، لكن وفي الدورة ما قبل الأخيرة، حدث ما لم يكن في الحسبان، حينما سيستقبل فريق المغرب الفاسي صاحب الصف الأول، فريق اتحاد سيدي قاسم وما أدراك ما سيدي قاسم المهدد بالنزول.

"الماص" كان يمني النفس بالانتصار وحسم الصعود، وهذا يعني نزول القاسميين إلى دوري الدرجة الثانية، وهذا يعتبر مستحيلا، علما أن رئيس الفريق هو  الحاج  لحسن الدليمي، والد الرجل الثاني في النظام آنذاك، الجنرال الدليمي، الذي لم يكن يرفض أي طلب لوالده الذي كان يصول ويجول داخل الملاعب الكروية، وكان جميع حكام المباريات يهابونه، ويتجنبوا غضبه.

خلال هذه المباراة التي أدارها الحكم "الشرطي" حجان، "احتل" جمهور سيدي قاسم ملعب الحسن الثاني، بل اتهمهم المسؤولون عن فريق المغرب الفاسي برميهم بالفئران والعقارب، مما دفعهم للهروب بجلدهم من المنصة الشرفية، ومما زاد الطين بلة، أن الحكم حجان كان سدا منيعا وخصما عنيدا لكل لاعبي المغرب الفاسي الذين أنهوا اللقاء بالتعادل الإيجابي (1-1).

وبسبب هذا الحادث اللارياضي والمؤلم، قرر المكتب المسير للمغرب الفاسي الانسحاب من البطولة، وعدم السفر لإجراء آخر مباراة التي كانت ستمنحهم اللقب بالرغم من هزيمتهم، علما بأنه في تلك الفترة، كان المنهزم يحصل على نقطة، والمتعادل نقطتين، والمنتصر ثلاثة نقط، كما أن الوداد ولو انهزم سيحصل على نقطة وهي كافية لضمان مكانه مع الكبار، بعد انهزام كل الفرق التي كانت تقاسمه نفس المرتبة.

فريق المغرب الفاسي، لم يكتف بالانسحاب، بل قرر كذلك عدم خوض مباراته ضد اليوسفية الرباطية برسم إقصائيات كأس العرش، وهذا كان سيجلب له العديد من المشاكل والمتاعب، بسبب ما تمثله هذه المنافسة الغالية بالنسبة لجميع المغاربة، ليقرروا في نهاية المطاف، اللعب والاستسلام للأمر الواقع.

فإذا كان الرجاويون يجدون متعتهم في هذه الحادثة، فإن الوداديين كذلك يطالبونهم بإتمام ديربي موسم 1978، وتلك قصة أخرى.

26/12/2020 على الساعة 12h48 كريم ادبيهي

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360