ولا يبدو أن أحداً باستطاعة الوقوف بوجه مسعى إنتر لإحراز اللقب، لاسيما بعدما بات فريق المدرب سيموني إنزاغي يتقدم عن يوفنتوس الثاني بفارق 15 نقطة قبل 11 مرحلة على نهاية الموسم.
واستفاد إنتر على أكمل وجه من الخدمة التي قدمها له نابولي في المرحلة الماضية بتغلبه على يوفنتوس 2-1، ليتلقى فريق "السيدة العجوز" الهزيمة الخامسة توالياً في معقل منافسه، في سيناريو لم يحصل معه على أرض منافس واحد منذ الفترة بين 1960 و1964 حين خسر ست مباريات متتالية على ملعب فيورنتينا.
كما اقترب إنتر الذي رفع رصيده إلى 72 نقطة خطوة إضافية من اللقب بعدما حقق انتصاره الثاني عشر توالياً في جميع المسابقات وجاء على حساب ضيفه جنوى 2-1 الذي كان آخر فريق يمنع "نيراتسوري" من الفوز بالتعادل معه 1-1 في 29 ديسمبر ضمن المرحلة الثامنة عشرة.
وبهذا الفارق الكبير الذي يفصله عن يوفنتوس أو جاره ميلان المتخلف عنه بفارق 16 نقطة، يفرض إنتر هيمنته المطلقة على صعيد الدوري الذي حقق فيه الإثنين انتصاره التاسع توالياً، فيما يبقى الحلم الأكبر إحراز لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 2010.
وحسم إنتر، وصيف بطل الموسم الماضي، ذهاب ثمن نهائي المسابقة القارية على أرضه بالفوز على أتلتيكو مدريد الإسباني 1-0 في نتيجة غير مطمئنة للقاء الإياب الذي يخوضه الأربعاء في مدريد.
ويعيش فريق إنزاغي موسماً رائعاً، إذ لم يذق طعم الهزيمة في الدوري سوى مرة واحدة تعود إلى 27 سبتمبر على أرضه أمام ساسوولو (1-2)، وتوّج بلقب الكأس السوبر المحلية، فيما تبقى النقطة السلبية الوحيدة حتى الآن الخروج من ثمن نهائي مسابقة الكأس المحلية على يد منافسه المقبل بولونيا الذي تغلب عليه 2-1 في ميلانو بعد التمديد.
- موتا في مواجهة إنتر -
وستكون مواجهة السبت مميزة إذ تجمع إنتر بلاعب وسطه السابق تياغو موتا الذي فرض نفسه من أبرز مدربي هذا الموسم بعدما منح جمهور بولونيا الأمل بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية فقط في تاريخ النادي، بعد أولى تعود الى موسم 1965-1964.
ويخوض بولونيا اللقاء ضد إنتر الذي خسر في زيارتيه الأخيرتين الى ملعب منافسه في 27 أبريل 2022 (1-2) و26 شباط/فبراير 2023 (0-1)، على خلفية ستة انتصارات متتالية، آخرها على أتالانتا (2-1) الذي يعتبر من منافسيه على المشاركة في المسابقة القارية الأم.
ويحتل بولونيا المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال برصيد 51 نقطة، وبفارق 4 نقاط عن روما الخامس المنتعش بقيادة مدربه الجديد لاعب وسطه السابق دانييلي دي روسي الذي قاده الخميس الى فوز كاسح في إياب ثمن نهائي "يوروبا ليغ" على ضيفه برايتون الإنكليزي 4-0، ما يجعل فريق العاصمة في قمة معنوياته حين يحلّ الأحد ضيفاً على فيورنتينا في لقاء يسعى خلاله الى انتصاره السادس توالياً في كافة المسابقات.
وبعد الفوز على جنوى في لقاء شهد عودة الفرنسي ماركوس تورام الى الفريق بعد غيابه منذ 20 الشهر الماضي بسبب تمدد في عضلات فخذه، رأى الألباني كريستيان أسلاني الذي سجل الهدف الأول فريق إنزاغي، من أن "15 نقطة تشكل أفضلية هامة جداً لكن لا يجب الانجراف. ما زال هناك الكثير من المباريات ويجب المحافظة على تركيزنا".
ويحتاج إنتر بالتأكيد الى التركيز ضد بولونيا ومدربه موتا الذي تحدث عن مواجهة فريقه السابق، قائلاً "إنتر هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بالدوري. لقد وصلوا الى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وبالتالي نحن نحترم منافسينا بشكل كبير. انا معجب كثيراً بإنزاغي. لديه أفكاره وهو متقنع بما يريد رؤيته (من لاعبيه) وسنقدم كل ما لدينا لتحقيق نتيجة إيجابية".
- "لكل فريق نقاط ضعف" -
لكنه اعتبر أن "لكل فريق نقاط ضعف. لا يوجد هناك فريق غير قابل للهزيمة..."، متطرقاً الى موقع فريقه وحلم المشاركة في دوري الأبطال بالقول "نحن حيث نتواجد حالياً بسبب كل العمل الذي قمنا به، ليس في المباريات وحسب، بل في التمارين أيضاً. يدرك الشبان أنه علينا المحافظة على السلوك نفسه حتى النهاية".
وتابع "المشجعون خلفنا ونحن جاهزون لتقديم أداء رائع ضد أفضل فريق في الدوري حالياً".
وبعد تلقيه الهزيمة الرابعة للموسم على يد نابولي حامل اللقب، قد يخوض يوفنتوس الاختبار الشاق الآخر الأحد على أرضه ضد أتالانتا وهو في المركز الثالث عوضاً عن الوصافة، إذ أن ميلان يلعب قبله في اليوم ذاته ضد ضيفه إمبولي، منتشياً من الفوز الخميس على ضيفه سلافيا براغا التشيكي 4-2 في ذهاب ثمن نهائي "يوروبا ليغ".
وترتدي المواجهة أهمية كبيرة أيضاً لأتالانتا الذي يحتل المركز السادس بفارق 5 نقاط عن بولونيا الرابع.
وما يزيد من موقف أتالانتا صعوبة، أنه وبعد لقاء يوفنتوس، سيتواجه مع فيورنتينا في بروفة للدور نصف النهائي من مسابقة الكأس، قبل أن يحلّ على نابولي الذي يفتتح المرحلة الجمعة على أرضه ضد تورينو باحثاً عن التمسك بأمل المشاركة في دوري الأبطال (يتخلف عن بولونيا بفارق 8 نقاط).
