الوداد الغائب عن منصة التتويج منذ سنة 1992 على المستوى الإفريقي، سيكون أمام اختبار آخر من أجل تحدي الذات، في موسم يعتبر حتى الساعة مثاليا حيث يتصدر الفريق الأحمر البطولة الوطنية على بعد نقطة من غريمه الرجاء لكن مع مباراة ناقصة، ومرور أصبح بالنسبة لأصحاب مركب بن جلون أمرا عاديا في تطور كبير للوداد وفرضه نفسه وسط كبار القارة لثاني موسم على التوالي.
بداية عودة الوداد إلى قلب القارة السمراء كان في سنة 2011، حين تمكن الفريق الأحمر غير المرشح حينها من تجاوز عدد من الأندية في دوري المجموعات من قبيل الأهلي المصري ومولودية وهران الجزائري للمرور هو والترجي إلى باقي الأدوار ويتلقيان في النهائي، انتهى بإحراز التونسيين الكأس بملعب دارس في مباراة مرت في أجواء خاصة.
الوداد عاد السنة الماضية بأداء قوي جدا، بدأ بانتزاع ورقة التأهل إلى دوري المجموعات من قلب ملعب مازيمبي الكونغولي، ليبدأ بعدها رحلة وصلت إلى نصف النهائي أمام الزمالك مصري كان يمر بموسم استثنائي منذ 15 سنة، حيث كان الوداد قاب قوسين أو أدنى من المرور للنهائي لولا الهزيمة الصعبة في الذهاب برباعية نظيفة.
هذا الموسم، بدأ الوداد يثبث أن حضوره الإفريقي مؤكدا أن عودته لإفريقيا لا تمر عبر المواسم الاستثنائية، بل هنالك فعلا حضور دائم في الصراع، الذي يسعى عبره الوداديون إعادة العصبة للمغرب الغائبة منذ سنة 1999 عندما انتزعها الرجاء من المنزه أمام الترجي التونسي، حيث أصبح هذا الحلم أقرب للواقع مع كل نسخة جديدة، قد يتم تحقيقه هذا الموسم، أو ربما خلال مواسم قليلة قادمة.
