استمارة البحث

مباشر
إدبيهي
كريم إدبيهي
© حقوق النشر : Dr

نوستالجيا..مطالبة بعودة السلطان محمد بن يوسف من المنفى في نهائي كأس فرنسا

06/12/2020 كريم ادبيهي على الساعة 13h30 | تحديث 06/12/2020 على الساعة 13h46

خلال نهاية كأس فرنسا، أبى الراحل عبد السلام عاطف، عند تقديمه إلى الرئيس الفرنسي، أن يطلب من هذا الأخير الإنصات إلى الشعب المغربي اللذي يريد عودة السلطان من المنفى.

الزمن: 1955        
المكان: ملعب حديقة الأمراء
الحدث: نهائي كأس فرنسا، فريق بوردو /نيس (5-2 )
 
كانت سنة 1955 حافلة بكل المقاييس والمواصفات، سواء في المغرب أو في باقي أرجاء المغرب العربي، فهي السنة التي تصاعدت خلالها وتيرة المقاومة المسلحة بالمغرب لتشمل المدن الكبرى أو الصغيرة، البوادي والقرى، بعد أكثر من سنتين من إقدام السلطات الفرنسية على نفي أب التحرير محمد الخامس وأفراد العائلة الملكية إلى جزيرة مدغشقر سعيا وراء إسكات صوت الملك المجاهد الذي طالب باسم شعبه باستقلال المغرب وتخلصه من الحماية الفرنسية منذ خطاب طنجة التاريخي سنة 1947، وهي أيضا السنة التي انطلقت فيها المقاومة الجزائرية المسلحة يوم الفاتح من نونبر 1954 والتي عرفت أيضا تأجج المقاومة في تونس بعد اعتقال زعيمها ومجاهدها الأكبر الحبيب بورقيبة.

في تلك السنة بالذات، لم تكن الرياضة المغربية عموما وكرة القدم على وجه الخصوص غائبة عن هذه المعادلة الصعبة في الصراع الذي بلغ أوجه بين المقاومة المغربية والسلطات الاستعمارية الفرنسية

فقد تألق المغاربة في العديد من الأندية الفرنسية. حسن أقصبي وهو في بداية مشواره الاحترافي ضمن نادي نيم إلى جانب مصطفى البطاش وعبد الرحمن بلمحجوب في نادي الراسينغ الباريسي والمنتخب الفرنسي والعربي بنمبارك، وهو آخر موسم احترافي له في البطولة الفرنسية بعد مسار انطلق منذ سنة 1936 في أولمبيك مرسيليا، وأيضا عبد السلام المهاجم والهداف الودادي الشهير وأحد مكونات ثلاثي الوداد المتميز إلى جانب كل من المرحومين الشتوكي وإدريس جوماد، حيث حكى لي مؤسس الوداد الحاج محمد بن جلون في حوار أجريته معه سنة 1986 بأن نادي برشلونة الإسباني قدم في بداية الخمسينات عرضت خرافيا لجلب هذا الثلاثي الرائع وهو مبلغ 33 مليون سنتيم (خذوا آلتكم الحاسبة وقارنوا هذا المبلغ الضخم آنذاك وكم يساوي حاليا).

فقد كان عبد السلام نجم تلك السنة بدون منازع بعد أن تم اختياره ضمن النخبة الفرنسية التي شاركت في إقصائيات مونديال بيرن السويسرية، التي جرت سنة 1954، والذي تأهل في السنة الموالية 1955 إلى نهاية كأس فرنسا مع فريقه نادي بوردو.

خلال تلك المباراة النهائية التي جرت يوم 29 ماي 1955 التي جمعت بوردو بنادي نيس تحت أنظار الرئيس الفرنسي السابع عشر، روني كوتي.

خلال نهاية كأس فرنسا التي انتهت لصالح نيس بخمسة أهداف مقابل اثنين، وفي أوج الأزمة بين فرنسا والمغرب، أبى الراحل عبد السلام إلا أن يقدم على مبادرة لم يكن يتوقعها أحد قبل انطلاق المباراة وخلال تقديم اللاعبين إلى الرئيس الفرنسي، فلما سأله الرئيس عن أحواله في بداية المباراة لم يفت عبد السلام أن يقول له بكل وضوح "سأكون في وضع أحسن لو عاد الملك محمد الخامس من المنفى إلى المغرب كما يطالب بذلك الشعب المغربي"، إنها رسالة تناقلتها آنذاك مختلف وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، وما أكثر الذين يؤكدون إلى اليوم، بأنها لعبت دورا حاسما في فتح المفاوضات بين فرنسا والمغرب، بل أنها عبدت الطريق أمام عودة الملك محمد الخامس من منفاه السحيق في مدغشقر.. لقد خسر عبد السلام نهاية كأس فرنسا مع فريقه بوردو، لكنه ربح قلوب العائلة الملكية والمغاربة جميعا، من خلال هذه الرسالة التي جسدت على أرض الواقع مفهوم ثورة الملك والشعب وعبدت الطريق نحو الاستقلال الوطني.

ويعتبر المرحوم عبد السلام كذلك أول مدرب أشرف على الإدارة التقنية لفريق الجيش الملكي الذي أسسه ولي العهد آنذاك مولاي الحسن الذي كان وراء جلب عبد السلام الذي كان مدربا ولاعبا في نفس الوقت.

06/12/2020 على الساعة 13h30 كريم ادبيهي

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360