واضطر مسؤولو فريق المولودية الوجدية، لعقد الندوة الصحافية المذكورة، بعد الضغط الذي مارسته الجماهير الوجدية في مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت لالمكتب المسير الحالي، لتحمل نتائج إخفاقه بتقديم استقالة جماعية بعد انحدار الفريق الوجدي للقسم الوطني الثاني .

ووجه الفريق الوجدي الدعوة لكافة وسائل الإعلام المحلية والوطنية لحضور هذا اللقاء الإعلامي.

في السياق ذاته، خصصت جريدة "الصباح" مساحة كبيرة لاستعراض أسباب مغادرة المولودية الوجدية، لقسم الصفوة ، مبرزة أن انطلاقة مولودية وجدة هذا الموسم لم تكن في مستوى تطلعات جماهيره العريضة، ولم يتمكن من تعزيز تشكيلته خلال ” الميركاتو ” الماضي، بسبب الأزمة المالية، إذ اشترطت لجنة النزاعات التابعة للعصبة الوطنية للكرة الاحترافية على الفريق تسديد مستحقات اللاعبين العالقة، مقابل القيام بتعاقدات مع لاعبين جدد.


واستنجد فوزي جمال، مدرب مولودية وجدة، بلاعبي الأمل، وعناصر بقيت من الموسم الماضي، في افتتاح مرحلة التحضير لمنافسات البطولة، متأثرا برحيل جماعي للاعبين خلال فترة هوار، الذين لجؤوا إلى غرفة النزاعات.


وقال فوزي جمال، مدرب مولودية وجدة، بعد تعاقده مع الفريق، إنه التحق به في ظروف صعبة، وإن الشروع في الاستعدادات كان متأخرا، إذ وجد صعوبة بالغة في تجميع اللاعبين بعد مغادرة جل اللاعبين الفريق، بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية أو تلقيهم عروضا مغرية، من قبل أندية أخرى.


وتوصلت إدارة النادي بأزيد من 65 ملف نزاعات منذ بداية الموسم الماضي، منها 57 ملفا من لجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية، وسبعة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا”.
وتتجاوز قيمة ملفات نزاعات الفريق المعروضة أمام لجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ملياري سنتيم، في انتظار ملفات أخرى لم يبت فيها بعد، علما أن قيمة الملفات المعروضة على “فيفا” تفوق 800 مليون سنتيم، إضافة إلى حكم نهائي أصدرته محكمة التحكيم الرياضي ” طاس “، يقضي بتعويض عبد السلام وادو، المدرب الأسبق للفريق، 960 مليون سنتيم.

مستقبل غامض
تسود ضبابية قاتمة مستقبل مولودية وجدة بعد نزوله إلى القسم الثاني، إذ يمر بأزمة خانقة، عجز المكتب المسير عن تجاوزها، سيما أنه ورث ديونا أثقلت كاهله من المكاتب السابقة، ناجمة تحديدا عن ديون فترة هوار الرئيس السابق.
وتقدر الديون بثمانية ملايير سنتيم، أدت إلى استسلام الرئيس المدني الزياني أمام هول المبلغ، وصعوبة الأزمة المالية التي يتخبط فيها مولودية وجدة، وكثرة ملفات الديون والنزاعات، التي سقطت على إدارة النادي، بعد أن تفاقمت أكثر.
تبخر الوعود

ولم يف المدني الزياني وأعضاء مكتبه المسير بالوعود التي قدموها أمام الجمع العام الأخير، بخصوص التعاقد مع مستشهرين جدد، وجلب موارد مالية، وحل الأزمة التي يتخبط فيها.
وفي المقابل، غرق الفريق في مشاكل أخرى أثرت على اللاعبين والطاقم التقني والإداري، قبل أن تنضاف إليها أزمة النتائج، التي تسببت في غليان واسع في أوساط الجمهور الوجدي، اشتعل بعد نزول مولودية وجدة إلى القسم الثاني، ثم الخروج من منافسات كأس العرش.
وزادت قيمة العجز، وتواصل تراكم المستحقات العالقة والنزاعات، سواء على مستوى “فيفا” أو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فضلا عن مطالبة اللاعبون الحاليين بأجورهم ومنح التوقيع والمباريات.

هجرة جماعية
سيتواصل نزيف اللاعبين بمولودية وجدة، الذي سيفقد أزيد من 60 في المائة من لاعبيه الحاليين.
وانتهت عقود عدد كبير من اللاعبين بنهاية الموسم الرياضي الجاري، فيما طلب آخرون فك الارتباط بالنادي، الذي ينتظر أن يغادره حارس المرمى زياد العفسة، وأمين الصوان، الذي يعد نقطة ضوء في لائحة الفريق، إضافة إلى اللاعب شعيب فيضي.
غضب عارم
اعتبر نزول مولودية وجدة إلى القسم الثاني من البطولة الوطنية، النقطة التي أفاضت الكأس، إذ استشاطت كل مكونات الفريق غضبا، وطالب أغلبهم عبر تدوينات مسترسلة على مواقع التواصل الاجتماعي، برحيل المكتب المسير، الذي لم يتمكن من الوفاء بوعوده ومساعدة المدرب فوزي جمال في مهمة إنقاذ الفريق، معتبرين حصيلة مرحلة الإياب كارثية، إذ حقق الفريق فوزا واحدا على نهضة بركان بهدف لصفر، من أصل 15 مباراة.

كادرين ولقماني
شكلت مغادرة اللاعب بدر كادرين وإصابة نادر لقماني ضربة موجعة للفريق الوجدي، بالنظر إلى الدور الكبير الذي كانا يلعبانه، في ظل محدودية التركيبة البشرية.
وانتقل كادرين إلى الوداد منتصف الموسم، بعد فسخ عقده من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد فشل جميع مساعيه في الحصول على مستحقاته بطريقة ودية.
وتعرض لقماني لإصابة بالغة أنهت موسمه مع الفريق، بشكل مبكر.
ورغم العمل الكبير الذي قام به المدرب فوزي جمال ومساعدوه، وتحسن أداء الفريق في عددا المباريات، إلا أن الأزمة وعدم الوفاء بالوعود المقدمة للاعبين أجهضا حلم الفريق.