استمارة البحث

مباشر
86
© حقوق النشر : Dr

المغرب 86 .. ثغرة الحائط وذكاء ماتيوس ينهيان مغامرة الأسود

09/11/2022 Le360 مع أ.ف.ب على الساعة 08h01 | تحديث 09/11/2022 على الساعة 08h03

شارك المنتخب المغربي لكرة القدم خمس مرات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ولعل أبرزها كان عام 1986، عندما بلغ ثمن النهائي في إنجاز تاريخي عربي وإفريقي، لكن المغامرة توقفت بسبب خطأ في الحائط البشري، وذكاء نجم ألمانيا الغربية لوتار ماتيوس.

صمد المغرب حتى الدقيقة 88 عندما انسحب مدافعه نور الدين البويحياوي من الحائط البشري إثر ركلة حرة مباشرة، فاستغل ماتيوس الثغرة وسدد الكرة بذكاء داخل الشباك، منقذا منتخب بلاده من التمديد، ومنهيا مغامرة الأسود.

علق حارس مرمى المغرب، وقتها، العملاق بادو الزاكي قائلا: "عند إعلان الحكم عن الخطأ سهرت على تثبيت الجدار، وبسبب طول قامته، حجب المدافع لحسن الوداني الزاوية التي أراقب منها منفذ الضربة ماتيوس، وبينما كنت أطلب منه تغيير المكان فوجئت بالبويحياوي يخرج من مكانه، لم يكن لي الوقت لترميم الجدار، فنفذ ماتيوس الركلة الحرة وسجل الهدف".

وأضاف الزاكي: "سألت البويحياوي بعد المباراة عن سبب خروجه من الحائط فأجابني بأن (عبد المجيد) الظلمي هو الذي طلب منه ذلك. عموما كانت المشاركة هامة وإيجابية، نتيجتها غير مسبوقة".

لم ترحم القرعة المغرب ووضعته في مجموعة قوية إلى جانب ألمانيا الغربية التي بلغت نصف النهائي قبل أن تنهي المسابقة ثالثة، والبيرو بطلة أميركا الجنوبية، وبلغاريا التي تصدرت المجموعة الأوروبية الثامنة أمام بولندا وهولندا.

ورشح المراقبون الألمان بقيادة أوفه زيلر والقيصر فرانتس بكنباور والهداف غيرد مولر، إلى تحقيق فوز سهل وبنتيجة كبيرة، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان لأن المغاربة أبانوا عن قتالية كبيرة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تفجير المفاجأة، لأنهم تقدموا طيلة الشوط الأول بهدف سجّله حمان (21).

والطريف في الشوط الثاني هو أن الحكم الهولندي لورنس فان رافنس أعطى انطلاقته برغم أن صفوف المغرب لم تكن مكتملة، فغاب الحارس بن قصو لمدة دقيقة، ولحسن حظه لم تستغل المانيا الموقف، لكن ذلك لم يمنعها من الضغط بقوة بحثا عن التعادل الذي تأتى عبر زيلر (د56)، ثم الفوز عبر القناص مولر (د80).

تابع المغرب ظهوره المشرف في المباراة الثانية ضد البيرو على الرغم من خسارته بثلاثية نظيفة، قبل أن يحصد نقطته الأولى في النهائيات بتعادله مع بلغاريا 1-1.

ومرّت الكرة المغربية بفترة فراغ بعد الانجاز التاريخي لأسودها في مونديال 1986، وكانت الكارثة الخروج من الدور الأول لتصفيات مونديال 1990، لكنها استعادت توازنها بعد أربع سنوات وحجزت بطاقتها إلى مونديال الولايات المتحدة بنجوم صاعدة في مقدمتها مصطفى حجي وحسن كشلول والمدافع اسماعيل التريكي السماحي ورشيد العزوزي وعبدالله ناصر.

وبالإضافة إلى هذا الخماسي "المهاجر"، كان العمود الفقري يتشكل من لاعبي فريق الوداد البيضاوي الذي تألق في مطلع التسعينات وأحرز لقب دوري أبطال إفريقيا (1992).

ووضع المغرب في المجموعة السادسة إلى جانب بلجيكا والسعودية وهولندا، وأبلى البلاء الحسن وقدم عروضا مقبولة، لكنه خرج خالي الوفاض بثلاث هزائم.

وكشر المغرب عن أنيابه ووجّه إنذارا إلى خصومه في مونديال 1998 بعد عرضه الرائع في أولى مبارياته ضد النروج (2-2)، إذ مُني بخسارة منطقية أمام البرازيل بثلاثية نظيفة في المباراة الثانية، لكن مباراته الثالثة ضد اسكتلندا ستبقى خالدة في الاذهان بعدما لقَّنها درسا في فنون اللعبة وتغلب عليها بثلاثية نظيفة، مؤكدا استحقاقه بلوغ الدور الثاني، إلا أن الخسارة المفاجئة للبرازيل أمام النروج (1-2) حرمته من هذا الانجاز.

سال المداد كثيرا حول مباراة البرازيل والنروج، واتُّهم المنتخبان بالتلاعب بنتيجتها حتى تصب في مصلحة الأوروبيين الذين كانوا مطالبين بالفوز لبلوغ ثمن النهائي.

وُجّهت أصابع الاتهام، بالخصوص، إلى حكم المباراة الأميركي اسفنديار باهارماست، لاحتسابه ركلة جزاء "خيالية" قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة، سجلت منها النروج هدف الفوز.

وانتظر أسود الأطلس 20 عاما لحجز بطاقتهم إلى النهائيات، ومرة أخرى لم ترحمهم القرعة التي أوقعتهم في مجموعة نارية ضمت البرتغال، بطلة أوروبا، عام 2016 وإسبانيا بطلة مونديال 2010، وإيران.

وعلق المغاربة آمالهم على المواجهة الأولى أمام إيران، لكنهم دفعوا ثمن فرصهم المهدرة ووضعوا أنفسهم أمام مهمة شبه مستحيلة لبلوغ ثمن النهائي، بخسارتهم القاتلة بهدف من نيران صديقة (90+5).

وتجرع المغاربة خسارة مريرة أمام البرتغال بهدف جدلي لنجمها كريستيانو رونالدو في الجولة الثانية.

وصبّ المدرب الفرنسي لأسود الأطلس هيرفيه رونار جام غضبه على التحكيم، وقال: "شاهدوا ركلة الركنية التي سجل منها رونالدو الهدف، وشاهدوا ما فعله اللاعب رقم 3 (بيبي)، إنه لاعب ارتكازنا على الأرض، وعندما يرتكب خطأ بحق لاعب الارتكاز، يمكنكم مشاهدة رونالدو يخرج ويهز الشباك"، معربا عن "فخره" بالعرض الذي قدّمه لاعبوه.

وقدم المنتخب المغربي للمباراة الثالثة تواليا عرضا رائعا وكان قريبا من تحقيق فوزه الثالث في تاريخه عندما تقدم مرتين على إسبانيا، قبل أن تهتز شباكه في الوقت بدل الضائع ويكتفي بنقطة واحدة على غرار مشاركته الأولى عام 1970.

وسيبقى تاريخ الثالث من يونيو عام 1970 مسجلا بأحرف من ذهب في سجل الكرة المغربية لأنه كان موعدا لأول مباراة لمنتخب بلادها في كأس العالم. ضمّت صفوف الأسود، وقتها، لاعبين موهوبين جميعهم في الدوري المحلي، في مقدمتهم الحارس العملاق علال بن قصو وادريس باموس وأحمد فراس وسعيد غاندي والغزواني وحمان جرير وقاسم السليماني ومحمد المعروفي.

وكان المونديال المكسيكي انطلاقة هذه العناصر الشابة نحو النجومية، وبالتحديد قاريا، لأنهم أحرزوا لقب كأس الأمم الإفريقية بعد 6 سنوات في إثيوبيا.

من جهته، اعتبر البويحياوي أن الخطأ مشترك بينه وبين الحارس، وقال: "الحقيقة أنا الذي خرجت من الحائط، فعندما يتم ترتيب عناصره يكون بينهم واحد أساسي بقامة طويلة، وشخصيا كنت مكلفا بهذه المهمة. أعتقد أننا نتقاسم الخطأ لأن الزاكي لم يكن في الوضع السليم في المرمى، أنا تحركت وخرجت من الحائط، وماتيوس بذكائه سدد الكرة في المكان المناسب وسجل الهدف".

عموما استفاد المغرب جيدا من درس المونديال المكسيكي الأول عام 1970 لإعادة ترتيب بيته واعداد منتخب جيد مثّله أحسن تشريف في النهائيات.

استغرق ذلك 16 عاما بالتحديد وبات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني، بعدما خالف التوقعات في مجموعة صعبة في الدور الأول، حيث أحرج بولندا وانجلترا بالتعادل معهما سلبا قبل أن يكتسح البرتغال 3-1.

09/11/2022 على الساعة 08h01 Le360 مع أ.ف.ب

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360