استمارة البحث

مباشر
البطولة الوطنية
© حقوق النشر : Dr

رأي: كيف أثر ''التاكتيك'' على المنتوج الكروي بالمغرب ؟

21/11/2016 أنس صوت الريح: صحفي متدرب على الساعة 20h20

عرفت كرة القدم في العقدين الأخيرين تغيرا كبيرا، إذ أضحى التاكتيك يطغى كثيرا على المباريات، واعتبر المتتبعون هذا التغير سببا في نقص العطاء الفردي للاعبين، الذي راح ضحية للإثارة التي تشهدها الصراعات التاكتيكية بين المدربين.

نذكر إسم أسطورة التاكتيك "أريكو ساكي"، مدرب الميلان السابق، كلما تحدثنا عن هذا الموضوع، إذ قاد الإيطالي ثورة كبيرة في عالم كرة القدم أثرت بشكل كبير على طريقة ممارسة الرياضة في السنين التي أتت من بعد.

و اشتهر "ساكي" بوضعه قطيعة مع طبيعة الكرة أنذاك، التي كانت تقتضي الاهتمام بفرديات اللاعبين فقط، دون إيلاء اهتمام كبير بالخطط و التدريبات البدينة وسط الأسبوع.
واعتمد المدرب كذلك على خطة التسلل وصعود المدافعين لمناطق جد متقدمة، في مشهد كان يبدو غريبا في أواخر الثمانينات.

كما أنه كان أيضا أول من قرر إجراء حصتين تدريبيتين في اليوم، بعدما كانت جل الأندية تجري أربعة حصص على الأكثر في الأسبوع.

من هنا انطلقت ثورة التاكتيك في عالم الكرة إلى أن بلغت حقبة غوارديولا، مورينهو و أنشلوتي، إلا أن عددا من متتبعي الكرة اعتبروا أن إقحام التاكتيك أفقد الكرة حلاوتها، حيث تقلصت حرية اللاعبين داخل الميدان و صاروا مقيدين بالتوفر على المؤهلات التي تتطلبها منظومات الفرق.

وتأثرت كرة القدم الوطنية أيضا بهذا التطور، مما ساهم في وقوع عدد من التحولات، منها ما هو إيجابي و ما هو سلبي.

فنتيجة هذا التطور، تقلصت بشكل كبير النتائج الساحقة التي كانت تحققها الأندية الكبيرة على الصغيرة، إذ كنا نشهد على مباريات ذات اتجاه واحد مع رؤية فرق مشتتة يسهل اختراقها منذ أولى المحاولات، بحيث ساهم التاكتيك بشكل كبير في تقريب المستويات أو بالأحرى تقليص الفوارق.

بيد أن هذا التحول عصف بالعديد من الأمور التي كانت تمتاز بها كرتنا، إذ قلت المواهب و سيطرت أسماء بعينها على الساحة لحقبة طويلة نتيجة غياب التكوين و تأخر تجاوب اللاعبين مع الخطط إلى غاية بلوغهم سن النضج.

وتعاني بطولتنا اليوم كذلك من غياب الإبداع على مستوى الخطط التي يعتمدها المدربون، فإذا ما استثنينا ثلاثة فرق تقريبا، تنهج كل الفرق نهجا واحدا (4/2/3/1)، و هو المعروف بتمركز غالبية اللاعبين على مستوى وسط الميدان مما يعطينا منتوجا مملا تغيب فيه فرديات اللاعبين و ملكات المدربين التدريبية.

و يلاحظ أن كرتنا الوطنية حرقت المراحل و اتخذت المنحى المعاكس، بإيلاء اهتمامها الأول بفرق الكبار عوض أن تحاول ترسيخ هذا الفكر على مستوى الفئات الصغرى، ليبنى الأساس سليما و لتتاح الفرصة أمام المدربين لإظهار إمكانياتهم، بدلا من إيجاد أنفسهم يصححون نقاط ضعف كان يجب الانتهاء منها في مرحلة سابقة.

21/11/2016 على الساعة 20h20 أنس صوت الريح: صحفي متدرب

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360