استمارة البحث

مباشر
بلعودي
© حقوق النشر : Dr

"جا يكحلها عماها"..

06/01/2020 محمد بلعودي على الساعة 11h00 | تحديث 06/01/2020 على الساعة 12h32

حدث وراء آخر، نزداد قناعة بأن مشكلة كرة القدم الوطنية تكمن في مسيريها؛ من يعتقدون أنهم يخططون لتطويرها، بينما هم يسيرون بها إلى الهلاك.

تصريح عادل التويجر، العضو المسؤول بالعصبة الاحترافية، لا يخرج عن سياق ما نعيشه من هزات ومهازل كروية. الرجل تحدث عن مشاركة الأندية في المنافسات الخارجية، واستثنى منها البطولة العربية للأندية، بينما المادة 16 من قانون الجامعة تتحدث، بالبند العريض، عن أنه من حق الأندية المشاركة في 7 منافسات خارجية، والبطولة العربية واحدة منها، فعن أي مادة يتحدث؟ ولا يعذر أحد بجهله للقانون.

لنترك القانون جانبا، حتى لا نتحدث عن بنود يجهلها الكثير. دعنا نتكلم عن البطولة العربية في نسختها الحالية، ولست في حاجة لتذكيرك بأنها تحمل اسم محمد السادس، وأن تركي آل الشيخ جاء في زيارة خاصة إلى الملك، والتمس منه الموافقة على إطلاق اسمه على النسخة الحالية. دعك من هذا كله، لأنك تعرف القصة جيدا.

لكن، ربما نسيت، أو تناسيت، أن البطولة العربية جرت أدوارها التمهيدية بالمغرب، وشارك فيها فريقا اتحاد طنجة وأولمبيك آسفي، وتجندت الجامعة لإنجاح مبارياتها، بل وافقت الجامعة على مشاركة 4 أندية في النسخة الحالية، ومعلوم أن مباراتها النهائية ستجرى بالمغرب، وقد تكون بحضور ملك البلاد، أو من يمثله، فهل بعد هذا يمكن القول إنها مسابقة غير معترف بها؟

أنسيت أن أفضل مباراة شاهدتها أنت، كما شاهدها الجميع، كانت ديربي تاريخي بين الرجاء والوداد، وكان برسم المنافسة المذكورة، وأعطت صورة أكثر من رائعة عن كرة القدم الوطنية؟ كل هذا جرى في البطولة العربية، التي تقول إنها غير معترف بها.

كان موقف التويجر سيكون قويا لو أكد أن الرجاء وقع في تناقض بين الموافقة على لعب المباراة في محضر رسمي، ورفض إجرائها بعد ذلك، إذ كان تصريحه سيكون سليما ومنطقيا، لكن أن يقلل من شأن بطولة العربية هي من أغلى البطولات ماديا، وتحمل اسم الملك محمد السادس، وتجرى أطوارها التمهيدية ومباراتها النهائية في المغرب، ويتجاهل قانون الجامعة، فالأجدر أن ينادى عليه للجنة الأخلاقيات بالجامعة "تفاهم معاه".

من يسعى إلى محاسبة الرجاء أو الضغط على حسنية أكادير للعب دون احترام لمواعيد مبارياتهما الخارجية، فعليه أن يكون احترافيا في تعامله، ويحدد برمجة واضحة لموسم بأكمله، وأن يضع شروطا ومعايير واضحة للأندية التي تسعى إلى المشاركة في المنافسات الخارجية، حتى يتحمل كل فريق مسؤولية اختياراته، أما أن نضع برمجة على المقاس، فالعيب في من يسير العصبة، وليس في الرجاء.

ختاما، جاء في تصريح تويجر أن لقجع والناصيري عقدا اجتماعا مع رؤساء الأندية، في 2 دجنبر، من أجل إخباره المسؤولين عنها بالصرامة في البرمجة، والاتفاق على وضع برنامج لكل دورتين. جميلة مثل هذه الاجتماعات، لكن الأجمل أن تعقد قبل بداية الدوري الاحترافي، لتكون مناسبة لطرح جميع المشاكل والاتفاق على الحلول.

كفانا ارتجالية في التسيير، الاحتراف ممارسة يومية، وليس شعارات تطلق على ألسنة من لا يؤمنون بها.

06/01/2020 على الساعة 11h00 محمد بلعودي

الرسالة الإخبارية

ادخل باريدك الإلكتروني للتوصل بأخر الأخبار le360